تنظيم جلسة حوارية إقليمية حول الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي

تنظيم جلسة حوارية إقليمية حول الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، نظَّمت وزارة التربية والتعليم العالي، من خلال الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي، جلسة حوارية إقليمية بعنوان "الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي". جاءت هذه الجلسة، التي عُقدت اليوم الاثنين، لتبادل الخبرات وإعداد سياسات وطنية تُسهم في تطوير التعليم العالي ومواكبته للتطورات التكنولوجية.

محاور وأهداف الجلسة

هدفت الجلسة إلى تطوير سياسات شاملة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، تكون قادرة على التكيّف مع الظروف الاستثنائية، مثل الأزمات والكوارث، وضمان استمرارية التعليم من خلال برامج تعليمية مرنة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما ركزت على استعراض التجارب المحلية والإقليمية الناجحة، وإثراء النقاش حول كيفية تحويل تحديات الذكاء الاصطناعي إلى فرص تُسهم في تطوير قطاع التعليم العالي.

المشاركون وأبرز الكلمات

انعقدت الجلسة برعاية وزير التربية والتعليم العالي، أ. د. أمجد برهم، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاع التعليم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي ألحق أضراراً جسيمة بالمدارس والجامعات. وأشار الوزير إلى أهمية تحديث المختبرات الجامعية وإدخال الذكاء الاصطناعي في التخصصات الأكاديمية، مُضيفاً:

"نعمل كوزارة وجامعات وباحثين بروح الفريق الواحد، وبالتعاون مع وزارة الاتصالات؛ لإعداد سياسة وخارطة للذكاء الاصطناعي، ويجب أن نكون عمليين حتى ننهض بالمُجتمع الفلسطيني".

من جانبها، أكدت د. هدى الوحيدي، وكيل وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، في كلمتها نيابة عن وزير الاتصالات، على أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين العملية التعليمية، خاصة في أوقات الأزمات مثل جائحة كورونا. كما أشارت إلى جهود وزارة الاتصالات في تطوير الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإنشاء بيئة رقمية مستدامة تدعم التحول الرقمي في التعليم.

أما د. معمر شتيوي، رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، فقد شدد على أهمية توحيد الجهود نحو صياغة ورقة سياسات وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، تستند إلى التجارب والممارسات المحلية والإقليمية.

الجلسات المتخصصة

تضمنت الجلسة الحوارية ثلاث جلسات فرعية تناولت محاور مختلفة:

  1. الإطار التنظيمي للذكاء الاصطناعي محلياً وإقليمياً: تحدث فيها خبراء من الإيسيسكو والألكسو ووزارة التعليم العالي ووزارة الاتصالات.
  2. الذكاء الاصطناعي بين التنظيم والتطبيق في التعليم العالي: ناقشت تجارب عملية قدمها أكاديميون ومختصون.
  3. مستقبل التعليم العالي في ظل الذكاء الاصطناعي: تناولت تطلعات التعليم العالي ومستقبله مع التطورات التقنية.

التوصيات والمخرجات

خلصت الجلسة إلى مجموعة من التوصيات المهمة، أبرزها:

  • تطوير مسودة سياسات وطنية للذكاء الاصطناعي تشمل محاور التعليم، التعلّم، التقييم، والبحث العلمي.
  • تشكيل لجنة وطنية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي.
  • تنفيذ السياسات المقترحة على مراحل، بما يضمن تحقيق الأهداف بشكل فعّال ومستدام.

ختام الجلسة

في نهاية الجلسة، أُعرب عن الأمل في أن تسهم هذه الجهود في وضع التعليم العالي الفلسطيني في مصاف الدول المتقدمة تقنياً، وتطوير منظومة تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي كأداة محورية لتحسين جودة التعليم وتحقيق التنمية المستدامة.

أحدث أقدم